جامع الصالح طلائع 555 هجرية = 1160م.
يقع هذا الجامع خارج باب زويلة أنشأه الصالح طلائع بن رزيك وزير الفائز بنصر الله عاشر الخلفاء الفاطميين بمصر سنة 555 هجرية = 1160م.
وتخطيطه من الداخل لا يختلف عما تقدم عليه من الجوامع إذ يتألف من صحن مكشوف تحيط به أربعة أروقة مسقوفة أكبرها رواق القبلة الذى يشتمل على ثلاثة صفوف من العقود المحمولة على أعمدة رخامية ويشتمل كل من الأروقة الثلاثة الأخرى على صف واحد فقط وجميع عقود الجامع محدبة الشكل وهى مبنية بالطوب على حين بنيت حوائط الجامع الأربعة من الخارج بالحجر ومن الداخل بالطوب وهى ظاهرة انفرد بها هذا الجامع.
ويحلى حافة عقود رواق القبلة طرز من الكتابة الكوفية المزخرفة كما تحلى خواصرها أطباق مستديرة مفرغ وسطها بأشكال هندسية يحيط بها إطارات زخرفية.
ويعلو العقود نوافذ مربعة من الجص المفرغ وتربط أرجلها طبال وأوتار خشبية محلاة بزخارف محفورة.
أما صدر رواق القبلة فيزين أعلاه شبابيك جصية مفرغة برسومات دقيقة محلاة بزجاج ملون تحف بها طرز من الكتابة الكوفية ويسود المحراب الذى يتوسط حائط القبلة البساطة التامة وقد غطيت طاقيته بالخشب المنقوش وإلى جواره منبر خشبى دقيق الصنع يستدل من الكتابة التاريخية الموجودة أعلى باب مقدمه على أنه من عمل الأمير بكتمر الجوكندار سنة 699 هجرية = 1299/ 1300م وهو الذى قام بترميم الجامع أيام الناصر محمد بن قلاون ويعتبر هذا المنبر رابع المنابر القديمة القائمة بمصر.
وللجامع ثلاثة مداخل يتوسط أحدهما الوجهة البحرية ويتوسط الثانى الوجهة القبلية وكلاهما يقع فى بروز بسيط يغطى أعلاه عقد محدب حلى داخله بمخوصات تتشعع من عقد مسدود وكلتا الوجهتين مقسمة إلى صفف قليلة الغور تنتهى بعقود محدبة وتعتبر هذه الظاهرة - ظاهرة تقسيم الوجهات إلى صفف - الأولى من نوعها.
وقد نسج على منوالها فى وجهة المدرسة الصالحية وقبة الصالح نجم الدين ثم اتبعت فيما جاء بعد ذلك من المساجد المملوكية.
اما المدخل الغربى وهو المدخل الرئيس فيعلو فتحة بابه عتبة مزررة فرقها عقد عاتق وكان له باب خشبى ذو مصراعين قسمت وجهته الخلفية إلى حشوات محلاة بزخارف فاطمية جميلة وصفحت الوجهة الأمامية بألواح نحاسية ذات حشوات مفرغة بزخارف مملوكية وهذا الباب محفوظ بدار الآثار العربية وقد عمل الباب الحالى للجامع على مثال الجامع القديم تماما.
ويتقدم هذا المدخل رواق محمولة عقوده المحدبة على أعمدة رخامية يكون مع حجرتين قائمتين على طرفيه وجهة الجامع الغربية التى تعتبر بنظامها هذا وجهة فريدة المثال. هذا ويحلى وجهتى الحجرتين المكتنفتين هذا الرواق صفتان تنتهى كل منهما بعقد مخوص تتشعع تخويصاته من جامة مستديرة بها حليات نجمية ويوجد بهذه الوجهة والوجهة البحرية بقايا طرازين من الكتابة الكوفية المشتملة على اسم الفائز بنصر الله ووزيره الصالح طلائع وألقابه وتاريخ التأسيس 555هجرية أما مئذنة الجامع الأصلية فكانت مقامة أعلى هذا المدخل ثم هدمت فى وقت ما وحلت محلها مئذنة ثانية هدمت كذلك.
ويعتبر هذا الجامع من الجوامع المعلقة أى المنشأة مرتفعة عن منسوب الطريق كى يتيسر إنشاء حوانيت أسفلها للتجارة.
وكان الخراب شاملا فى هذا المسجد إلى عهد قريب ، فقامت إدارة حفظ الآثار العربية فى السنين الأخيرة بتخلية وترميم ما تصدع من مبانيه وتكملته بحيث أصبح كما نشاهده الآن.