لم يكف خالد ابن الوليد أن أمضى حياته في سبيل الله بحثا عن تعويض سيئات الجاهلية بفتوحات الإسلام وجهاد في سبيل الله، لم يكف هذا قيام أيوب بن سلمة باغتصاب داره بالمدينة وهي وقف أوقفها للمسلمين في وصيته التي أوصاها للخليفة الفاروق عمر بن الخطاب مع أنه أي أيوب بن سلمة ليس الوريث الأقرب فهناك أبناء خالد وأبناء أخوانه فكيف يرث وقفا ولو لم تكن وقفا مع أن الوصية واضحة وضوح الشمس فكيف يرث البعيد ويحرم القريب، فحتى الشرع لا يجيز توريث الوقف أو قيام البعيد بحق الميراث بوجود القريب وإن مات أبناء خالد كلهم كما يزعمون فأين أخوانه وأبناءهم وبنو مخزوم مشهورون بكثرة الإنجاب.
يتقولون بموت أبناؤه في طاعون عمواس والتاريخ يذكر جهادهم مع الخلفاء وأمراء المسلمين بعد عمواس بعشرات السنين. طاعون عمواس هذا الذي وقع في العام 18 من الهجرة أوله البعض على أنه عدة طواعين في أزمنة مختلفة لكي يحبكوا قصتهم لأجل القضاء على نسل هذا الصحابي الجليل.
لن أدخل في التاريخ وسرد الوقائع المعروفة والتي ذكرها وسيذكرها غيري الكثير والتي تنقض ما يدعيه هؤلاء من انقراض نسل خالد بن الوليد، لكن أقول كفى ظلما لصحابي سماه رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام بسيف الله المسلول.
هؤلاء بعد أن يأسوا من تمرير نظريتهم هذه بانقراض نسله مستندين إلى دار ثبت اغتصابها وبيت شعر ثبت تزويره، بدأوا أسلوبا آخرا بتشتيت نسله بقولهم تارة أن السلطان أجود ليس من الجبور وتارة يتقولون أن الحميد ليسوا من الجبور وتارة أخرى يقولون الجبور ليسوا من بني خالد ومرة يقولون المهاشير ليسوا من بني خالد ومرة يقولون العماير ليسوا من بني خالد والدور يأتي على الباقين حتى ينسلوهم كلهم من نسل آباءهم.