الحر بن عبدالرحمن الثقفي في الاندلس

والي الاندلس : الحر بن عبدالرحمن

نسبه : هو الحُر بن عبدالرحمن بن عبدالله بن عثمان بن عبدالله بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن مالك بن حطيط ([1]) ، الثقفي القيسي نسبة إلى قبيلة قيس عيلان بن الياس بن مضر وهي من القبائل العدنانية المشهورة في الجزيرة العربية ([2]) .
ولايته : تولى الأندلس سنة (97 هـ / 716م) بأمر من والي المغرب العربي ([3]) محمد بن يزيد القريشي (97-100هـ / 715-718م) ، خلال خلافة سليمان بن عبــدالملك ( 96-99هـ / 715-717م) ([4]) الذي أمره بالنظر في قتلة عبدالعزيز بن موسى بن نصير([5]) وإرسالهم الى مركز الخلافة ([6]) ، فضلا عن المهمة الأساسية في نشر الإسلام وإعادة تنظيم البلاد تحت الحكم الإسلامي ، وان يبعث في الناس الطمأنينة والسلام بعد الاضطرابات التي نجمت عن مقتل عبدالعزيز بن موسى ، ليتمكن من ترسيخ الدولة الإسلامية أولاً ، ولتطبيق شرائعها ثانيا ([7]) .
وصل الحر الى قرطبة ([8]) بصحبة أربعمائة رجل من شمال أفريقيا ، واتخذها عاصمة للأندلس سنة (98هـ / 717م) ([9]) ، بـــدلا مـن اشبيلية ([10]) التي كانت هي العاصمة ([11]) . فتمكن من احلال الامن وكان دوره بارزا في احلال الامن في الاندلس .
هكذا هم رجال الاسلام الذين كان همهم الاسلام فقط لا مصالح شخصية ولا دنيوية ........

([1]) أبي محمد علي بن احمد بن سعيد بن حزم الأندلسي ، جمهرة انساب العرب (مصر : د . ن) ، ص266 ؛ عبدالملك بن حبيب السلمي الأندلسي ، كتاب التاريخ ، شركة ابناء شريف الانصاري للطباعة والنشر والتوزيع ، (بيروت : 2008) ص153 ؛ جـوزيف رينو ، الفتوحات الإسلامية (الجزائر : 1984) ، ص45.
([2]) احمد بن محمد المقري التلمساني ، نفـــح الطيب من غصــن الأندلس الـــــرطيب(بيروت : 1986) : 1 / 291-292 ؛ ابن حزم ، الجمهرة ، ص10 .
([3]) حيث كانت الأندلس في عهد الدولة الأموية ولاية تابعة للمغرب العربي إلى أن استخلف عمر بن عبدالعزيز (99-101هـ / 717-720م) رضي الله عنه فجعلها تابعة لدمشق مباشرة . انظر : ابن القوطية ، تاريخ افتتاح الأندلس (بيروت : 1958) ، ص38 .
([4]) ابن عذاري المراكشي ، البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب (بيروت : 1980) : 1/47 ؛ جلال الدين السيوطي ، تاريخ الخلفاء (القاهرة : د . ن) ، ص169، مؤلف مجهول ، ذكر بلاد الأندلس ، تحقيق : لويس مولينا ، (مدريد : 1983) : 1/101 .
([5]) يكاد يتفق المؤرخون على أن من قام بقتل الوالي عبدالعزيز بن موسى بن نصير هم حبيب بن ابي عبيدة الفهري و زياد بن النابغة . ينظر : مجهول ، أخبار مجموعة ، ص22 .
([6]) مجهول المؤلف ، أخبار مجموعة (بيروت : 1959) ، ص22 ؛ ابن القوطية ، تـــاريخ افتتاح ، ص38-39 .
([7]) ابن عذاري ، البيان المغرب : 2 / 25 ؛ د. عبدالواحد ذنون طه ، الفتح والاستقرار (بغداد : 1982) ، ص337 .
([8]) قرطبة : يقال إن معناها القلوب المختلفة ، وهي مدينة عظيمة أزلية بالأندلس وسط البلاد ، مسورة بسور من الحجارة . ينظر : ياقـــوت الحموي ، معجم البلــــدان (بيروت ، 2007) :4/324 ؛ مجهول المؤلف ، ذكر بلاد الأندلس (مدريد : 1983) : 1/20 ؛ عبدالرحمن علي الحجي ، جغرافية الأندلس وأوربا من كتاب المسالك والممالك (بيروت : 1968) ، ص100-105 .
([9]) مونتغمري وات ، في تاريخ اسبانيا الإسلامية ( بيروت : 1998 ) ، ص36 ؛ د. عبدالواحد ذنون ، الفتح ، ص337 ؛ عبدالرحمن علي الحجي ، التاريخ الأندلسي من الفتح حتى سقوط غرناطة (الرياض : د . ن) ، ص175 .
([10]) أشبيلية : ومعناها المدينة المنبسطة ، وهي مدينة كبيرة وعظيمة قديمة البناء ، وتعد من عواصم وقواعد الأندلس ، ويقال إن الذي بناها يوليش القيصر سنة (130 ق . م) ، وهي مدينة تتصف بطيب الأرض ، يطل عليها جبل دائم الخضرة يسمى بجبل الشرف . انظر : الحموي ، معجم البلدان :1/195 ؛ مجهول ، ذكر بلاد الأندلس : 1/60-61 ؛ الحجي ، جغرافية الأندلس ، ص107-116 .
([11]) يبدو أن هذا التحول في جعل العاصمة قرطبة بدلا عن اشبيلية هو لموقع قرطبة الاستراتيجي الواقع في وسط الأندلس تقريبا ، والذي يمكّن الوالي ليكون اقرب إلى كل مدن الأندلس ، مما يسهل علية إدارة البلاد وضبطها . ينظر : وات ، في تاريخ ، ص36 ؛ د. محمد سهيل طقوش ، التاريخ الإسلامي (بيروت : 2002) ، ص211 .