هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وزير حربية صلاح الدين.. نصراني سابقا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سمر محمد يعقوب

سمر محمد يعقوب


عدد المساهمات : 181
تاريخ التسجيل : 15/07/2009
العمر : 34

وزير حربية صلاح الدين.. نصراني سابقا Empty
مُساهمةموضوع: وزير حربية صلاح الدين.. نصراني سابقا   وزير حربية صلاح الدين.. نصراني سابقا Emptyالجمعة يوليو 17, 2009 8:07 am

وزير حربية صلاح الدين.. نصراني سابقا
*************

اتسع العصر الفاطمي لأهل الذمة نفوذا وسلطانا، فكان منهم الوزراء والكتاب وعمال الدواوين وجباة الخراج، وساعدهم على ذلك أنهم كانوا أصحاب دراية بالأعمال الكتابية والحسابية وتحرير الرسائل.
ومن الأسر المسيحية التي لمعت في أواخر العصر الفاطمي أسرة "مَمّاتي" وكانت تعيش في "أسيوط" من صعيد مصر، ثم انتقلت إلى القاهرة، والتحقت بخدمة الفاطميين، حيث تولى أبناؤها مناصب هامة في دواوين الدولة.

أسرة نصرانية
..
ولد الأسعد بن المهذب بن مينا بن زكريا، المعروف بابن مماتي سنة (544هـ = 1149م) في أواخر الدولة الفاطمية التي كانت تحتضر وتلفظ أنفاسها الأخيرة، ونشأ في كنف والده "المهذب بن مينا المعروف بالخطير"، الذي أسلم هو وأسرته في محضر الوزير أسد الدين شيركوه بعهدالناصر صلاح الدين الأيوبي. وكان المهذب يشغل رئاسة ديوان الجيش -وهو من المناصب الرفيعة في الدولة- قبل إسلامه. أما جد الأسعد "أبو المليح مينا" فقد انتقل من أسيوط والتحق بدواوين الفاطميين ونال حظوة عندهم وترقى في المناصب حتى عين مستوفيا للدواوين..
وقد نشأ "الأسعد" محبا للعلم والأدب حيث تردد على مجالس الأدب التي كانت تعقد في دار أبيه، وصادف ما يدور فيها هوى في نفسه، فمال إلى الأدب ونظم الشعر، وبعد إسلامه أخذ يختلف إلى مجالس الفقهاء والمحدثين، ويتزود بثقافة إسلامية رفيعة.
وزيرا للحربية.. والمالية
ولما توفي "المهذب بن مينا" سنة (577هـ = 1181م) خلفه ابنه "الأسعد" في منصبه، وتولى "ديوان الجيش"، ثم أضاف إليه صلاح الدين "ديوان المال"، الأمر الذي يشير إلى ثقة صلاح الدين في كفاءة الأسعد واطمئنانه إليه، لأن رئاسة ديوان المال كانت تعد من أهم الوظائف في العصور الإسلامية ومن أجلها شأنا.
وقد احتفظ "الأسعد" برئاسة ديواني الجيش والمال في عهد صلاح الدين الأيوبي، وفي عهد ابنيه العزيز عماد الدين عثمان، والمنصور محمد، وظل محتفظا بمكانته الرفيعة في الدولة حتى عاداه الوزير "ابن شكر" في عهد الملك العادل أخي صلاح الدين الأيوبي الذي أمسك بمقاليد الدولة الأيوبية، وقد نجحت مؤامرات هذا الوزير في إجبار "الأسعد" على الفرار من القاهرة إلى حلب سنة (604هـ = 1208م) بعد أن مكث في ديواني الجيش والمال نحوا من سبعة وعشرين عاما.
وفي "حلب" لقي عطفا من أميرها "غازي بن صلاح الدين" الذي أغدق عليه بالعطايا والهبات، وجعل له راتبا يعينه على تكاليف الحياة ويكفل له معيشة كريمة، ولم تطل الحياة بالأسعد في "حلب" حيث توفي في الثلاثين من جمادى الأولى سنة 606هـ عن اثنين وستين عاما.
مؤلفا وأديبا
وعلى الرغم من أن الأسعد قضى نحو نصف عمره في المناصب الإدارية الكبيرة فإنها لم تشغله عن التأليف في التاريخ والأدب والفقه واللغة، وقد ذكر له ياقوت الحموي أكثر من عشرين مؤلفا، منها: كتاب "حجة الحق على الخلق في التحذير من سوء عاقبة الظلم"، وكان السلطان صلاح الدين الأيوبي يكثر النظر فيه، كما كان القاضي "الفاضل" معجبا به، ويقول عنه: "إنه والله من أهم ما طالعه الملوك" وكان بين القاضي الفاضل والأسعد بن مماتي مودة قريبة وصلة حميمة، وتقدير متبادل.
ومن هذه المؤلفات: "نظم السيرة الصلاحية"، أو سيرة صلاح الدين يوسف بن أيوب الذي أهداه الأسعد للملك الظاهر ابن صلاح الدين، وكتاب "الفاشوش في أحكام قراقوش"، وكتاب "الشيء بالشيء يذكر"، وكتاب "تلقين اليقين في الكلام على حديث بني الإسلام على خمس"، وكتاب "سر الشعر"، وكتاب "علم النثر" وكتاب "باعث الجلد عند حادث الولد".
"



قوانين الدواوين"
وأهم ما خلفه الأسعد بن مماتي هو كتابه "قوانين الدواوين" الذي يصف حالة البلاد المصرية خلال القرن السادس الهجري، ويكشف عن سعة اطلاع المؤلف وغزارة علمه، فيما يتصل بالمسائل التاريخية والجغرافية والزراعية؛ فهو يتناول جغرافية مصر ونهرها، وطولها وعرضها، وسبب تسميتها مصر وما جاء في ذكر فضائلها، وتفصيل نواحيها وتحقيق أسماء ضياعها وكفورها وجزائرها، ورتب أسماء هذه البلاد والقرى حسب الترتيب الألفبائي، وتعد هذه القوائم والكشوف أقدم ما عرف من نوعها في تاريخ مصر الإسلامية.
وتصدى المؤلف إلى كثير من المسائل الخاصة بأنظمة الحكم في عصر الدولة الأيوبية، فاستعرض وظائف الدولة الهامة، وشرح اختصاص كل منها، مثل الناظر، ومتولي الديوان، والكاتب، والشاهد، والدليل، والماسح، وهو أمر يفيد مؤرخي الحضارة والنظم، وتطور الوظائف واختصاصاتها.
كما أفاض الأسعد في تناول شئون البلاد الزراعية، فذكر أنواع الأراضي المختلفة، والفصول الزراعية، وأنظمة الري، وأنواع المزروعات، وأوقات غرسها وحصادها، وغير ذلك من المعلومات التي تكشف عن علم المؤلف الغزير، وتقدم الزراعية في مصر بهذا العصر.
واستطاع المؤلف أن يجمع في كتابه إلى جانب فقه المسلمين علم الأقباط في شتى المسائل التي اختصوا بها دون غيرهم، مثل حديثه عن السَنة القبطية وعلاقتها بالزراعة المصرية، وهو الأمر الذي لا يزال يعرفه الفلاحون المصريون حتى الآن.
وتعود قيمة هذا الكتاب لا إلى المباحث الهامة التي يعالجها بل لكونها صادرة من رجل تقلب في كثير من الدواوين، الأمر الذي يجعل كل ما كتبه يحمل صفة الوثيقة الصادرة عن قلم أحد رجال الدولة المسئولين.
وقد حقق هذا الكتاب الدكتور عزيز سوريان عطية تحقيقا علميا ممتازا، وطبعته الجمعية الزراعية الملكية في مصر سنة 1942م على نفقتها، بتوصية منالأمير عمر طوسون الذي كان يدرك أهمية هذا الكتاب.
وكان الأسعد بن مماتي من الكتاب المرموقين في عصره، يحسن كتابه النثر كما يحسن نظم الشعر، وتمتلأ كتب التراجم التي تعرضت لحياته بنماذج من شعره، وبعضها يشير إلى أن له ديوان شعر، لكنه لم يصل إلينا، وقد وصف العماد الأصبهاني صاحب كتاب الخريدة الأسعد بن مماتي بقوله: "أحد الكتاب في الديوان الفاضلي، ذو الفضل الجلي، والشعر العلي والنظم السوي، والخاطر القوي".
ومعظم المؤرخين الذين ترجموا للأسعد احتفوا به باعتباره كاتبا شاعرا، ولم يشر أحد منهم إلى أهمية كتابه "قوانين الدواوين" سوى المقريزي؛ لأنه هو الذي انتفع بما جاء فيه من بيانات وإحصاءات تدل على معرفة صاحبها بأحوال البلاد المصرية من الناحية الإدارية والمالية، حيث ذكر في كتابه "أربعة آلاف ضيعة من أعمال مصر، ومساحة كل ضيعة، وقانون ريها، ومتحصلها من عين (نقد) وغلة".
دراما النهاية
وكانت نهاية حياة الأسعد نهاية درامية حزينة، حيث اصطدم بالوزير ابن شكر، وكانت بينهما عداوة قديمة أيام كان الأسعد رئيسا لابن شكر الذي لم ينسها له، فلما تمكن من الأسعد دبر له المؤامرات، وأوقعه في ورطة مالية وطالبه بسدادها، ولم يلتفت إلى اعتذارته، وضيق عليه، حتى اضطر الأسعد للاختفاء في مصر نحو عام بعيدا عن عيون الوزير الحقود، ثم هرب إلى حلب حيث عاش في كنف الملك الغازي حتى وفاته.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وزير حربية صلاح الدين.. نصراني سابقا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قلعة صلاح الدين الايوبي
» سيف الدين قطز والرسالة الخالدة
» السلطان المظفر سيف الدين قطز
» عماد الدين زنكى
» السلطان المظفر سيف الدين قطز (مقتله)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: التاريخ الإسلامى العام :: الشخصيات التاريخية-
انتقل الى: